26-07-2025
في مساء الأمس، هزت عملية مسلحة الضمير المصري، في حدث نادر من نوعه في قلب العاصمة، حيث احتجز شابان ضباط من جهاز الأمن الوطني داخل حجز الأمن الوطني القائم بالدور الرابع في قسم المعصرة، وسط تكذيب رسمي وتعتيم إعلامي معتاد.
لسنا هنا لتقديم تفاصيل لم تتوفر بعد، ولا لإصدار أحكام أخلاقية معزولة عن السياق. بل نكتب هذا البيان لنقول بوضوح: ما حدث هو أحد وجوه الواقع السياسي المصري القائم على القمع، ونتاج مباشر لانسداد الأفق واحتكار الدولة للحياة العامة، وتصفيتها لأي تعبير مستقل عن الرفض أو المقاومة.
منذ انقلاب 2013، والنظام المصري يحكم بقبضة أمنية مطلقة: السجون ممتلئة بعشرات الآلاف من المعارضين، المجال العام مغلق بالكامل، الأحزاب والنقابات مجمدة، الإعلام موّحد خلف الرواية الأمنية، وكل دعوة سلمية للتغيير تُقابل بالرصاص والقمع.
في ظل هذا الخنق الكامل، وفي ظل مشاركة النظام المصري في حصار غزة، وتواطئه مع الكيان الصهيوني في الحرب والمجازر، تصبح أي ردة فعل – حتى لو كانت فردية أو غير منظمة – مفهومة سياسياً وإن لم تكن خيارنا السياسي، إن التصهين الرسمي المصري، وخيانة القضية الفلسطينية، لن تمر دون أثمان في ضمير الناس وفي ردود أفعالهم.
إننا، كمجموعة تؤمن بحرية الشعوب وحقها في المقاومة والتحرر، ونؤكد على التالي:
1- المسؤول الأول عن أي انفجار هو الدولة القمعية، التي أغلقت كل السبل أمام التعبير السلمي والتنظيم الشعبي.
2- العدو الأساسي هو تحالف القمع الداخلي مع الاستعمار الصهيوني، الذي يقتلنا في السجون ويخنق غزة من المعبر.
3- الرد الحقيقي على هذا المسار الانتحاري فتح المجال العام، وإطلاق سراح المعتقلين، وكسر الحصار عن غزة، ليس بمزيد من الدم والقتل بل يكمن في كسر هذا النظام عبر التنظيم والمقاومة ،لا بالتمني ولا التذييل.
4- ندين بشكل قاطع حملات الاعتقال العشوائي التي بدأت منذ مساء الأمس في أحياء المعصرة وحلوان والمناطق المحيطة، والتي تستهدف الأبرياء والمتضامنين السلميين مع القضية الفلسطينية. القمع لا يصنع أمنًا.
إننا نمد أيدينا لكل من لا يزال يقاوم، ويبحث عن طريق وسط هذا السواد. المعركة لم تنتهِ، والحق لا يُمحى بالقمع انضموا لنا وناضلوا معنا من أجل مجتمع حر وعادل من اجل فلسطين حرة من البحر الى النهر.
الحرية لكل من قاوم، لكل من حلم، لكل من حاول أن يعيش بكرامة.
تواصلوا معنا عبر الصفحة أو من خلال البريد الإلكتروني: Soc-Rev-Egy@protonmail.com

