09-04-2025
في مشهد عبثي يتكرر للمرة الثانية، تسوّق لنا الدولة المصرية مظاهرات على الجانب المصري من رفح، على أنها تقوم بواجبها تجاه القضية الفلسطينية، وعلى أنها تحظى بدعم شعبي كبير تجاه موقفها من الإبادة الجماعية، فيُسمح بالحشد فقط تحت رقابة أمنية مشددة، ويُفتح المجال للأحزاب الموالية للنظام لتستعرض “تعاطفها” تحت لافتات مُعلبة في مصنع تحكمه الأجهزة الامنية السيادية. مشاهد مبتذلة متكررة لا تخلو من الانحطاط مع رفع صور الديكتاتور المكروه وعلم مصر، اعتدنا عليها نحن الشعب المصري المُصادر علي حقه في التعبير عن رأيه، ومللنا من تكرارها.
ما يجري ليس تعاطفًا، بل متاجرة بدماء الفلسطينيين، واستثمار في معاناتهم. فتقوم أدوات الدولة – المخابرات والأمن الوطني ورجال الأعمال والأحزاب الكرتونية – باستخدام فقر الناس وحاجتهم في بناء صورة مفتعلة حول تأييد المصريين واختلاق اصطفاف وهمي خلف القيادة السياسية. بينما الحقيقة على الأرض تقول عكس ذلك تمامًا، معبر رفح مغلق، والمساعدات مُحتجزة، والتنسيق الأمني مستمر، والتجارة مع الاحتلال تزدهر، بل وتزداد معدلات التصدير والاستيراد مع المحتل بعد ضرب الحوثيين طرق إمداده بالبحر الأحمر، ناهيك عن تقديم نظام عبد الفتاح السيسي مساعدات وتسهيلات عسكرية له.
وبينما يُمنع عن قطاع غزة إدخال الطعام والوقود والدواء والخيام، تسجّل الأرقام الرسمية زيادة واضحة في حجم التبادل التجاري بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا في قطاعات الطاقة والزراعة والبنية التحتية. النظام الذي يُغلق المعبر لأسباب “أمنية” هو نفسه الذي يفتح الموانئ والصفقات لأسباب “اقتصادية” مع إسرائيل.
أي نفاق هذا؟ كيف لمن يربح من وراء الاحتلال أن يدّعي الوقوف ضدّه؟
نحن نرفض هذه المسرحيات الرخيصة التي تهدف لتجميل وجه النظام المتورط في استمرار الحصار على غزة، ومتواطئ مع المحتل سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.
لن ينخدع عاقل من الشعب المصري أو أين من كان بهذه العروض الرخيصة والمبتزلة، أن الموقف الشعبي من تلك القضية واضح، وهو يرفض بشكل قاطع التواطؤ الحكومي، ويطالب بكل صراحة بإنهاء كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني.
إن النظام الذي يقيّد صوت الناس، ويمنع التظاهر الحقيقي، ويعتقل قرابة 200 متظاهر بسبب إعلان دعمهم لغزة، هو نفسه الذي يُسهّل عمليًا تنفيذ مخطط التهجير بالصمت والتواطؤ. الحل الآن ليس في شعارات رسمية مدروسة، بل في إطلاق يد الشعب للضغط والمواجهة والتظاهر الحقيقي خارج رقابة الأجهزة وتوجيهات الأحزاب الموالية.
إننا نناضل في الثورة الاشتراكية ضد تواطئ الأنظمة العربية، وتعاونها الحقير مع الاحتلال وصمتها عن الإبادة وتخاذلها عن دعم الفلسطينيين، ونؤمن أن دور كل ثوري رافض لتلك الجريمة يكمن في النضال بشكل منظم تحت راية ثورية من اجل الإطاحة بتلك الأنظمة الديكتاتورية، ان النضال من اجل تحرير فلسطين لايمكن ان ينفصل عن النضال من أجل الإطاحة بالنظام المجرم في مصر، بل هو إحدى أولى الخطوات نحو تحرير فلسطين، إننا نرتكز في نضالنا هذا على بناء حزب ثوري ديمقراطي جاد ندعوكم للمشاركة به وان تدعموا نضاله من أجل بناء مجتمع حر وعادل.
من يغلق المعبر إرضاءاً لإسرائيل… يجب أن يخجل من أن يتظاهر أمامه.
تواصلوا معنا عبر البريد الإليكتروني: Soc-Rev-Egy@protonmail.com

