توقفت الإبادة، لكن لم يتوقف العدوان. تحرير فلسطين يبدأ بتحرير القاهرة

16/01/2025

توقفت حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس. فهل توقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين؟ أو توقف تحالف الأنظمة العربية مع الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية؟ بالطبع لا.

لقد دفعت الهزائم التاريخية المتوالية الأنظمة العربية التقليدية أمام الصهيونية إلى تحول تلك الأنظمة من معاداة الاحتلال الصهيوني إلى معاداة شعوبها المحلية، التي أصبحت ترى فيها التهديد المباشر على بقائها في الحكم. ومع تعاقب السنوات ورؤساء الصدفة، تحولت تلك الأنظمة إلى أداة في يد الصهيونية لكبح الشعوب العربية وإخضاعها.

ففي الوقت الذي كان يوجه فيه الاحتلال الإسرائيلي كل طاقته وجهده الحربي لإبادة الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم، كانت الأنظمة والجيوش العربية تقمع شعوبها كي تمنعها من مؤازرة الفلسطينيين والدفاع عنهم.

إن تحرر الشعوب والمجتمعات العربية هو أكبر تهديد لبقاء الصهيونية. ومقابل ذلك، فإن بقاء الأنظمة العربية التقليدية الديكتاتورية العسكرية والطائفية هو الضمان الرئيسي لبقاء الصهيونية.

إن تحرر الشعوب العربية، والشعب المصري خاصة، ليس بالأمر الهين أو السهل الذي يمكن أن يحدث بكبسة زر عبر دعوة للتظاهر يطلقها فرد أو مجموعة في تاريخ محدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خارج البلاد. فذلك النوع من الدعوات لم ينجح سوى في زيادة عدد المواطنين المعتقلين عشوائيًا بسبب تواجدهم أو مرورهم في المكان والزمان الخطأ، دون علمهم من الأساس بدعوات التظاهر. إن إسقاط الديكتاتورية العسكرية والطبقة الحاكمة المصرية المتحالفة مع الصهيونية وحكام الإمارات والسعودية يحتاج إلى عمل منضبط، وتخطيط محكم، وعزيمة لا تفتر.

لقد سبق وأن رفعنا شعار أن تحرير ومناصرة فلسطين هي قضية مركزية بالنسبة لنا، وأن النضال من أجل إسقاط الديكتاتورية العسكرية في مصر عبر الثورة الاشتراكية هو أولى خطوات تحرير فلسطين. وهذه هي المهمة الحقيقية لكل ثوري مصري يؤيد تحرير فلسطين. إن بناء الحزب الثوري هو أهم سلاح نعمل اليوم على بنائه ليكون بمثابة محرك الثورة في المستقبل. فنحن لا نؤمن بالحلول السحرية والانتهازية، وندرك أن طريق الحرية يحتاج منا إلى العمل والكفاح والالتزام. ندعوكم لمشاركتنا فيه.

إن لم تكن ترغب/ي في خداع نفسك بأن التغيير يمكن أن يحدث بالطرق السهلة، وتدرك/ين أن التغيير يحتاج منا أن نسير في طريق طويل من العمل الواعي والمنظم، تواصل/ي وانضم/ي إلينا.

بريد إليكتروني :  Soc-Rev-Egy@protonmail.com