إسرائيل تقتل مواطنا مصريا في سيناء ,, وصمة عار جديدة على جبين السيسي

24/12/2024

قامت القوات الجوية الإسرائيلية طبقا لشهادات مواطنين سيناوية أدلوا بها لمنظمة سيناء لحقوق الإنسان باختراق الحدود المصرية في منطقة العجراء من أجل التصدي لطائرة مسيرة اطلقها الحوثيين، ولكن على اثر خطأ  في التصويب من الطائرة الاسرائيلية قتل الشاب السيناوي جهاد يوسف أبوعقله أثناء قيادته سيارته بالقرب من مضارب قبيلة الترابين يوم السبت الماضي 21 ديسمبر.

إن تلك الواقعة لم تكن الأولى لتعدي الجيش الإسرائيلي على مدنيين وجنود ومنشئات عسكرية مصرية منذ أحداث السابع من أكتوبر، ولم تكن أيضا الأولى في توضيح مدى عمالة وتبعية السلطة الديكتاتورية العسكرية في مصر للاحتلال الإسرائيلي.

السلطات المصرية لم تسعى للتحقيق في الواقعة أو التعليق عليها أو إصدار بيان يرفض اعتداء إسرائيل على المجال الجوي المصري واستخدامه في التصدي لهجمات الحوثيين، إنما كعادتها قامت بدورها المكمل والمعاون لسلطة الاحتلال فقد جرى دفن الشاب بعد تجميع أشلائه بدون استخراج شهادة وفاة، منتهكة أي معنى لسلطة دولة القانون وابسط حقوق المواطن جهاد يوسف أبوعقله وأسرته بالإضافة إلى تهديد أهله بضرورة التكتم على الواقعة وعدم التحدث لوسائل الإعلام.   

حكومة عبد الفتاح السيسي ظلت صامتة تجاه انتهاكات وجرائم عديدة للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي المصرية منذ السابع من أكتوبر ومنها على سبيل المثال: 

  • اختراق المجال الجوي المصري أكثر من مرة للاستطلاع والمراقبة.   
  • استهداف دبابة إسرائيلية لموقع عسكري على الحدود وإصابة أكثر من جندي مصري.
  • إسقاط طائرة إسرائيلية مسيرة يمنية في مدينة نويبع بجنوب سيناء. 
  • تعدى جندي إسرائيلي بإطلاق النار على مجموعة من  الجنود المصريين في ٢٧ مايو الماضي، وحتى الآن لم يعلن الجيش المصري عدد الجنود القتلي والمصابين من هذا الاعتداء.

بالإضافة إلى انتهاك جيش الاحتلال اتفاقية العار كامب دافيد واحتلال محور فيلادلفيا وسيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وكامل الشريط الحدودي العازل بين مصر وفلسطين المحتلة.

إن الترابط بين الاحتلال الإسرائيلي والنظام المصري والتوافق بين مصالح الديكتاتور عبد الفتاح السيسي مع مجرم الحرب نتنياهو، يتجلى في حجم التسهيلات الأمنية والمعلوماتية والعسكرية والتغاضي عن العجرفة الإسرائيلية، والتي يتلقى النظام المصري على اثرها مليارات الدولارات في صورة قروض دولية ومساعدات مالية وصفقات استثمارية مشبوهة.

أن التعاون والترابط والتسهيلات العسكرية والمعلوماتية بين نظام العميل عبد الفتاح السيسي والمجرم نتنياهو، لا يمكننا رصد كل أشكالها، بسبب قمع النظام المصري وتكتمه على تعاونة مع إسرائيل، وتضيفه الشديد على النشر في هذا الملف، ولكننا نتذكر هنا أن النظام المصري قام بتمرير في أكتوبر الماضي شحنة متفجرات عبر سماحها للسفينة كاثرين بالرسو في ميناء الإسكندرية، وبعدها بأيام اكتشف المواطنين بالمصادفة سماح الحكومة لسفينة حربية إسرائيلية باستخدام قناة السويس للعبور، وغير ذلك من أشكال التعاون التي رصدنا أجزاء منها سابقا.

بينما يحكم القضاء العسكري على 62 مواطن سيناوي بأحكام تصل إلى 10 سنوات بتهم التظاهر من أجل حق العودة الأسبوع الماضي، يقوم ضباط الجيش بدفن مواطن سيناوي قتله سلاح الجو الاسرائيلي بدون تحقيق أو حتى بدون استخراج شهادة وفاة، ومن الحقائق  المؤسفة أيضا أن الدفن بدون شهادات وفاة استخدمه الجيش المصري سابقا في الحرب المزعومة على الإرهاب وتصفية مواطنين بعد اعتقالهم.

إننا مثلنا مثل جميع المصريين نشعر بالسخط والاستياء من كل مشاهد العمالة التي تمارسها حكومة عبد الفتاح السيسي، والتي دائما ما نعرف بعض فصولها بالمصادفة، لكن السخط وحده لا يفيد ولن يكف يد الديكتاتور عن التعاون مع حكومة إسرائيل ولن يمنع الحكومة المصرية من  التورط أكثر وأكثر في المذابح العرقية تجاه الفلسطينيين.  

إننا ندعوكم للعمل .. للفعل .. للنهوض .. لاستثمار الغضب .. ندعوكم للإلتحاق  بجيش الثورة المصرية والانضمام الينا والنضال معنا  من أجل إسقاط الديكتاتورية وبناء مجتمع حر وعادل.